التحكم في مرض السكري

يُعد مرض السكري من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا في العالم، وهو حالة ينتج عنها ارتفاع مستويات السكر في الدم نتيجة لخلل في إنتاج أو استخدام الجسم للأنسولين. يمكن أن يؤدي السكري إلى مضاعفات صحية خطيرة إذا لم يُتحكم فيه بشكل صحيح، مثل أمراض القلب، الكلى، والعين. ومع ذلك، يمكن التحكم في مرض السكري من خلال اتباع نمط حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة، ممارسة الرياضة، والالتزام بالأدوية. في هذا المقال، سنستعرض كيفية التحكم في مرض السكري وأفضل الطرق لإدارته.

أنواع مرض السكري

قبل التطرق إلى كيفية التحكم في مرض السكري، من المهم فهم الأنواع الرئيسية للمرض

السكري من النوع الأول: يحدث عندما يتوقف الجسم عن إنتاج الأنسولين بالكامل. هذا النوع غالبًا ما يصيب الأطفال والشباب، ويحتاج المريض فيه إلى الأنسولين مدى الحياة.

السكري من النوع الثاني: يحدث نتيجة عدم استجابة الجسم بشكل صحيح للأنسولين أو عدم إنتاجه بكميات كافية. هذا النوع أكثر شيوعًا بين البالغين ويرتبط غالبًا بالسمنة ونمط الحياة غير الصحي.

سكري الحمل: يحدث أثناء فترة الحمل ويؤثر على النساء الحوامل، وقد يزيد من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني في المستقبل.

كيفية التحكم في مرض السكري

التحكم في مرض السكري يتطلب إدارة دقيقة لمستويات السكر في الدم، والالتزام بالعلاجات والنصائح الطبية. إليك بعض الخطوات الأساسية التي تساعد في السيطرة على المرض

التغذية الصحية

يعد اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن من أهم العوامل التي تساعد في إدارة مرض السكري. يركز النظام الغذائي الصحي على

التحكم في الكربوهيدرات: الكربوهيدرات تؤثر بشكل مباشر على مستويات السكر في الدم، لذلك من المهم اختيار مصادر كربوهيدرات صحية مثل الحبوب الكاملة، الفواكه، والخضروات. من المهم تناول كميات متساوية من الكربوهيدرات على مدار اليوم لتجنب الارتفاع الحاد في مستويات السكر

تناول الألياف: الألياف الغذائية تساعد في تحسين التحكم في مستويات السكر في الدم وتقلل من امتصاص السكر. يمكن الحصول على الألياف من الخضروات، الفواكه، الحبوب الكاملة، والبقوليات.

تجنب السكريات المضافة: تجنب الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على سكريات مضافة مثل المشروبات الغازية والحلويات يساعد في الحفاظ على استقرار مستويات السكر

تقليل الدهون المشبعة: تناول الدهون الصحية مثل الدهون غير المشبعة الموجودة في زيت الزيتون والمكسرات، والتقليل من الدهون المشبعة في اللحوم المصنعة والأطعمة المقلية، يساهم في الحفاظ على صحة القلب، الذي يمكن أن يتأثر بالسكري.

ممارسة الرياضة بانتظام

ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تحسن من حساسية الجسم للأنسولين وتساعد في خفض مستويات السكر في الدم. يُنصح بممارسة التمارين لمدة 30 دقيقة يوميًا، مثل المشي السريع، السباحة، أو ركوب الدراجات. التمارين الرياضية أيضًا تساعد في إدارة الوزن، وهو أمر حيوي للسيطرة على السكري من النوع الثاني.

الالتزام بالأدوية

في حالة السكري من النوع الأول، يعتمد المريض على الأنسولين بشكل يومي. أما في حالة السكري من النوع الثاني، قد يصف الطبيب أدوية مختلفة مثل:

أدوية تحفيز إنتاج الأنسولين: مثل السلفونيل يوريا.

أدوية تحسن استجابة الجسم للأنسولين: مثل الميتفورمين، الذي يُعد الخيار الأول لمعظم مرضى السكري من النوع الثاني.

الأنسولين: في بعض الحالات، قد يحتاج مرضى السكري من النوع الثاني إلى حقن الأنسولين إذا لم تكن الأدوية الأخرى كافية للسيطرة على مستويات السكر في الدم.

مراقبة مستويات السكر في الدم

مراقبة مستويات السكر بانتظام هي جزء أساسي من إدارة مرض السكري. يساعد ذلك في تعديل الجرعات الدوائية أو الأنظمة الغذائية بناءً على قراءات سكر الدم. يجب قياس مستويات السكر قبل وبعد الوجبات وكذلك قبل النوم، خاصةً لمن يتناولون الأنسولين.

إدارة التوتر

الإجهاد والتوتر يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. لذلك، من المهم تعلم كيفية إدارة التوتر من خلال تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، التنفس العميق، أو ممارسة الهوايات. الحفاظ على نمط حياة متوازن وتحقيق الراحة النفسية يساعد في تحسين إدارة المرض.

الحفاظ على وزن صحي

الوزن الزائد يزيد من مقاومة الجسم للأنسولين، مما يجعل التحكم في مستويات السكر أكثر صعوبة. إن فقدان الوزن، حتى بكمية قليلة، يمكن أن يساعد في تحسين مستويات السكر في الدم، خاصةً لمرضى السكري من النوع الثاني. يُنصح بتناول الطعام بشكل متوازن وممارسة التمارين الرياضية بانتظام للحفاظ على وزن صحي.

الوقاية من مضاعفات السكري

يجب الحرص على إجراء الفحوصات الدورية لمتابعة صحة الكلى، العينين، والأعصاب. مرض السكري يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم التحكم فيه بشكل جيد، مثل:

اعتلال الشبكية السكري: يؤثر على الرؤية وقد يؤدي إلى العمى إذا لم يُعالج

الفشل الكلوي: نتيجة التأثير السلبي على الأوعية الدموية في الكلى

أمراض القلب والشرايين: يزيد مرض السكري من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية

القدم السكرية: ضعف الدورة الدموية والإحساس في القدمين يمكن أن يؤدي إلى تقرحات وإصابات خطيرة

الخاتمة

التحكم في مرض السكري يتطلب الالتزام المستمر بنمط حياة صحي يتضمن التغذية السليمة، ممارسة الرياضة، والالتزام بالأدوية الموصوفة. مراقبة مستويات السكر بانتظام وإدارة التوتر يُعدان أيضًا جزءًا مهمًا من إدارة المرض. من خلال اتباع هذه الإرشادات، يمكن للأشخاص المصابين بالسكري تحسين جودة حياتهم وتقليل خطر المضاعفات الصحية